قدوتنا
إن الحرب على الأمة الإسلامية اليوم ضخمة وكبيرة ، لمحو هذه الأمة وثقافة هذه الأمة ، ولتصبح أثرا بعد عين ، ولأعداء الأمن أن يصنعوا ما يشاؤن !
لكن أين نحن ؟ نحن أحد رجلين !
إما أن نرفع الراية البيضاء ونستسلم وحينئذ لن نكون ولن نفوز ، والإسلام سيبقى ، لكن الله عز وجل ـ ساعتها سيذيقنا سوء العذاب ولن نحصل على شيء وعد الله عزوجل …
قال تعالى: (وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم)
(فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين)
(يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأت الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم)
وإما أن نثبت ونؤدي واجبنا ونتحمل كل مايصيبنا، ولن يضيع علينا أجر التعب والمشقات، ولن يخذلنا الله ـ عزوجل ـ لأنه وعد.
(هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)
ووعَد على لسان نبيه ـ صلى الله عليه وسلم، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ليبلغن هذا الدين ما بلغ الليل والنهار، حتى لا يترك بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل ، عزا يعز به الإسلام والمسلمين وذلا يذل الله به الشرك والمشركين)
أو كما قال ـ صلى الله عليه وسلم.
المؤامرة اليوم بتقصد إلى أمرين أساسيين: معالم النور في هذه الأمة القرآن الكريم، والسنة المطهرة.
والمتصفح للمواقع المعادية في الإنترنت للإسلام والنبي يجد سيلا لا ينتهي من العداء والتشويه…
فهم يريدون أن يشوهوا القدوة عليه الصلاة والسلام، وقد تكلمنا عن الرسول في مرات سابقة ، لكن هذه المرة سنتكلم عن النبي القدوة! القدوة المعلم المربي، القدوة الزوج، القدوة الأب، القدوة الصاحب، القدوة الإمام والحاكم، القدوة القاضي، سنتناول كل نواحي القدوة وسنفرد لها حديثا ، حتى نرى قيمة هذه القدوة التي اختارها الله لنا ، حينما قال: (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)
ونبدأ بالقدوة الأولى :
المعلم المربي: قال الله عزوجل (لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة … )
(كما أرسلنا فيكم رسولا يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون..)
يعلم يربي يتابع!!
ما الذي كان يصنعه الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قضية التعليم .. أو أول شيء وعى ما قاله الله ـ عزوجل ـ له .
بين الله له نجاح الناس ونجاحك في التعليم .
الأمة التي لا تتعلم ، الأمة الجاهلة لا مكان لها تحت الشمس أبدا .
ـ وأول الآيات ( إقرأ باسم ربك ….)، ( ن والقلم ومايسطرون )
*مكانة العلماء
العلماء هم أصحاب المكانة والمنزلة في الأمة، كل أفراد الأمة لا بد أن يتعلموا أولا ثم يكون بعد ذلك التفقه .
وليس العلم الشرعي فقط وإنما العلم في كل فنون الحياة ، الشرعي وغير الشرعي بدليل قوله (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنابه ثمرات مختلفا ألوانها ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها وغرابيب سود، ومن الناس والدواب والأنعام مختلف ألوانه كذالك إنما يخشى الله من عباده العلماء).
هذه الآيات تتحدث عن أصناف من العلماء لا صلة لهم بالعلم الشرعي لكن في النهاية يضبطون علمهم الدنيوي بالعلم الشرعي فإذا هم يخافون الله ـ عز وجل ـ ويخشونه (إنما يخشى الله من عباده العلماء) وعى النبي ذلك جيداً فركز على عملية التعليم، عملياً الذي يسلم عليه أن يدخل في دار الأرقم بن أبي الأرقم ليتعلم ، ويظل يسمعهم قراءة كتاب التعليم الأول
(القرآن) ويصلي بهم – صلى الله عليه وسلم – ويسمعه القرآن، ولا يظن الناس أن القرآن للبركة وللتسلية ولتليين القلب فقط..!
لا: قراءة القرآن للتعليم، دستورٌ منشورٌ يقرأ على الناس في كل صلاة .. ينبغي أن يستوعب الناس ما يسمعون جيداً ثم يطبقون وينفذون ويخرجون بهذا الأمر إلى التطبيق فيعلمهم عن طريق تلاوة آيات القرآن، هذا تعليم على أفضل ما يكون وفي أحسن أحواله ، ناس على طهارة ، ناس مقبلون على الله ـ عزوجل ـ ناس تركوا الدنيا وراءهم، ناس لم يعد لهم همٌ إلا مرضاة الله ـ عز وجل ـ ثم يسمعون العلم ، جمع الهمة له دور كبير جداً في التعلم ، وليس هذا فحسب ، بل إن الرسول كان له في التعليم أسلوب يجعل البسيط من الناس يجعله يتعلم، لا نقول صاحب المستوى الراقي، ولا المستوى المتوسط ، لكن صاحب المستوى الأدنى من الناس في الذكاء!!
والنبي – صلى الله عليه وسلم ـ لما كان في المدينة وجاءه أسرى بدر وطلب منهم الفداء، قال لهم: من لم يكن معه مال ويعرف القراءة والكتابة يعلّم عشرة من أبناء المسلمين القراءة والكتابة .
لفته إلى العلم وأهمية العلم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بل إنه عمل دارا مخصوصة للتعليم تساوي وزارة التعليم الآن واختار لها 700 او 800 من خيرة الناس الذين لا رابط لهم بالدنيا إلا ما يكفي ظمأهم أو جوعهم لقيمات يقمن أصلابهم فقط ، انقطعو في آخر المسجد هؤلاء طعامهم وشرابهم وملابسهم من جيب الدولة في حدِّ المُتاح والصحابة الأثرياء كانوا يعطون هؤلاء .
لكن مهمة هؤلاء أن يحفظوا عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأن يعلموا غيرهم من الناس .. (هم أهل الصُّفَّة)
هم الذين يحظون بهذا الخير، وليس الرجال فقط ، بل النساء أيضا جاءت امرأة للنبي وقالت (غلبنا عليك الرجال فاجعل لنا من نفسك يوما)
فجعل الرسول لهنّ يوما في بيت من بيوت أصحابه ومشى إليهنَّ ووعظهنَّ وحضهن على الصدقة حتى أصبح أمامه مالا كثيرا وذهباً وفضة تصدقن به لله عز وجل ..بل إنه جهل امرأة مخصوصة بمدرسة النساء ، لماذا ؟ لأهمية العلم وقيمة العلم .
وليرفع من شأن المرأة التي كانت مهدرة الحقوق والوجود في الجاهلية ، ولكونها عنصر فعال في المجتمع بل نصف المجتمع ، وحينما تصلح وتعد وتربى وتتعلم تسهم في بناء الأمة وتعلي من شأنها !!